Tuesday, 26 June 2012

إنتفاضة قلم

ــ  إنتفاضة قلم  ــ
                                                                  
ذبحوكَ  ياعراق
وذبحُ االشاةِ أرحمْ
أحرقوا التمرَ
أحرقوا البســتانَ والزهرَ
والبُرعمْ
جعلوا ســــوادَ الليل دهرا
ونورُ الصبحِ كالليلِ أظلمْ
والنائحاتُ من ثكالى
من صبايا ...
يبكين زوجا وإبنا وأخا وأبا
وطفلا قد تيتمْ...

لم يسلمِ النهرُ ولا الأرضُ ولا الصخرُ
مِن حقدٍ مُلثمْ
مِن بابلٍ ، مِن حضارةِ الإنســانِ ..
يطلبون الثأرَ  وبخبثٍ مُنَظّمْ
مساجدُ ومقاماتُ كِرامٍ غَدَتْ
حرائقٌ ونبعُ دمْ
وأضعفُ ألإيمانِ عند الحاكمين
قد باتَ هذا اليومِ أبكمْ

بنتُ النخيلِ وشطآنها
مُحْمَرةُ الوجنتينِ خجلا
                             
                                            2     
مِن عارٍ قد كُظِمْ                                                                   
مِن عِصاباتِ السارقينَ
مِن حُثالاتِ الداخلينَ
تسرقُ من أرضها الذهبَ
وتزرعُ السَـــــأمْ
يقتسمونَ الغنائمَ بينهمْ
من نِفطها ... من أرضها
كوحوشِ غابٍ تأكلُ ماحُرِمْ
بفتاوى طاغوتٍ بعمامةٍ
مُؤيدٌ وملتَزمْ
نعلمُ عنهُ قصصاً .. وأحاديثاً .. وجُرمْ
فيا خجلا .. ويا عارا .. مما عُلِمْ !

ألفٌ ونيفٌ من الإسلامِ
يدعونها ثأرا
بشعاراتِ الحِقدِ
تعلوها
صورةُ شـَــيطانٍ مُعَمّمْ
زرعوها في الدروب ِ
أشجارا وزقوما وعلقمْ
يعملونَ بهمةٍ خدماً للسادةِ الأشرارِ
حين دعوا
أن هذا الإسلامَ
هو العدوُ الآنَ
فقتّلوه وحرّقوه وأنفوه من الأرضِ
أو ابقوهُ مُلَجّمْ

                                           3
ويريدونَ أن نصدّقْ
أن هذا السُمَّ
في الخطاباتِ والتصريحاتِ يُقَدمْ
ليس ســما
إنه حلوى وبلســــمْ
ويريدون أن نصدق
أن ُسّراق النهارِ
في مقاعدِ الجلدِ الوثيره
ليسوا سراقا بل مصلحينا
وقد جاءوا لنســـلمْ
وسيعطون الشعبَ .. كل الشعبِ
أنفالا ومغنمْ
يالسُخرية الأيامِ من هزال قد تأقلمْ

عِصَبٌ وأشياعٌ وأحزابٌ
فهذه (بدر) وتلك (فضيلة)
وذلك (حزبٌ إسلاميٌّ) مُنَظّمْ
بإسم محمدٍ .. وعليٍ .. والمهدي
قاموا وقالوا
والله يشـــــهدُ كذبهمْ
وكلّهمْ بَراء مما تقدمْ

شيعٌ وأحزابٌ
تنمو
كخضراءِ الدِمَنْ
حيثُ العِرقُ دساسٌ
مِن قمامةٍ ومِن زبلٍ مُرَّدِمْ

                                             4    
يرجونَ تقطيعَ العراقِ
ويدعونَ ..
ويحلفونَ ..
تقية مرةَ .. ومرة ينافقونَ
أنهمُ العامِلُونَ لوحدةِ شعبٍ
وها هو قدْ تَحطمْ

هل عاد عباس الصفوي
بعباءة أجهمْ
أم أن أبرهةَ قد عادَ مُعمّمْ
بل كانَ هولاكو في سبيه
أرحمْ ؟

ألم يعلمَ القابعونَ
في (الخضراء) آمنونَ .. ألم يعلمْ ؟
أنّ " جراحَ الشهيدِ فمْ "
ويقولونَ .. ويكذبونَ ..
بأنهمْ مَنْ قد ظلِمْ !
ويقسمونَ ويقتسمونَ
مع أولئكَ المُحْتَمونَ
في الجبالِ
يُضَيّفونَ ويُكرِمونَ
أبناءَ صهيونَ
في خُفيةٍ وتكتمْ ..
هَزُل الغباءُ حتى
قد بات مُعَلّمْ ..!

                                         5

بلادي قد داستها أقدام الغزاة
بلادي وطأتها أقدام عجمْ
حاقدينَ على العُربِ
والإســــلامِ
والإنســـانِ
وكلُّ تراثٍ قد بَنتهُ أمَمْ

من بلادهم ومنهم قدم الحاكمون
يدعون أنفســـــــــــهم عراقيون
وكروشــهم ملأى
بأنواع الحممْ
من مالِ سُـحت .. ومن كل مُحرّمْ
فغدت بلادي
خرائـبٌ  ودمْ

سرقوا البَسَمةَ
كما سرقوا النفطَ
وأعراضُ الحرائرِ .. وكلماتُ القَلمْ
ويقولون بفمٍ عَفنٍ
إن الرخاءَ والأمنَ قَدِمْ
ويقسمونَ ...
وياله من قَسَـــــــمْ
مِن كذابٍ أشرْ
حَوّلَ الخيرَ في بلادي
الى فسقٍ وُظلمْ
                                            6

حول النور في بلادي    
الى ليلٍ وُظُلَمْ
أنهم جاءوا يَدّعون
قتلَ مَن أسموه فرعونَ ..
وقالوا إنه طغى ..
فهل هم مَن رَحِمْ
كانوا هم الفرعونَ
وكانوا همُ الصنمْ
ياشعبنا المظلوم
ياشعبنا المظلوم
مَن ســيكســرُ الصــــنمْ......؟      
                       
                          
                                                        علي الحمداني
أيلول 2009
 

Friday, 8 June 2012

الخنســاءُ في بلادي



تعالوا أُحدّثكم عنِ الخنساءِ في بلادي
ثكالى وأرامل شامخاتٌ
وأصواتٌ تنادي
أينَ حقي
أينَ مَن لايزالُ يراني
محضُ أنثى
أغْمَضُوا الأعينَ لايرونَ
أن الأنثى في بلادي
نخلةٌ قدغدتْ في أرضِ السوادِ

* * * 

في بلادي
لَمْ تَعُدْ خنساؤنا تبكي
حبيباً مُفارقْ
لمْ تَعد تَنْشُدُ مَنْ يُعانقْ
في بلادي
أصبحَ الصوتُ فيها رصاصة
وغدا الفمُ أفواهُ بنادقْ
هي أختُ الرجالِ أمْسَتْ
وأصبَحَتْ خالداً وطارق

* * *

أضيئوا النورَ
وارفعوا كلَّ مأتمْ
فخنساؤنا اليومَ غَدَتْ
فارسٌ قد تَلَثّمْ
رَمَت سواد ثيابها
على نائباتٍ
في برلمانٍ أعمى وأعجمْ
حَمَلتْ سيفاً وقلماً
فأحالتْ نهارَهم كالليلِ أظلمْ
فياعارهنَّ من نائباتٍ نائحاتٍ
وصوتهنَّ في الحقِّ أبْكَمْ
* * *

هي في بلادي خنساءْ
هي رمزُ صبرٍ وإباء
غدا قلمها سيفاً
وأضحى الصوتُ منها رعداً
في  عراقِ المجدِ
أرضاً وسماءْ

هي عشتارٌ
هي الصقرُ
هي سارةٌ وهيفاء
هي ذاكَ الصوتُ كالسوطِ
حَمَلَتهُ سميراءْ
هي أسماءٌ وهي بيداء

يالإخواتِ الرجال
في الخنادقِ والرباط
يمحونَ العارَ
ويمسحونَ الدمعَ من أحداقِ العراق

علي الحمداني
8/6/2012