Friday, 25 May 2012

خطوات على الطريق


من قصائدي القديمة

في عام 2005 .. أكرمني ربي جل وعلا بالحج .. وصلنا المدينة المنورة أولا .. ومنها الى مكة المكرمة .. ثم مناسك الحج ، فكانت هذه الأبيات .

خطوات على الطريق

هبّت نسائمُ منها العِطرُ يزدانُ
من فجر طيبةَ قد زانتها أفنانُ

مِن ريحِ رسولِ اللهِ قدْ عَبَقتْ
مِن طيّبِ التُربِ حيث التربُ ريحانُ

هذي المدينةُ ياسعدي برؤيتها
وهذهِ الأرضُ حيثُ الصخرُ مرجانُ

تلكَ البقيعُ وفيها المسكُ منتثرٌ
مِن طيبِ مَنْ سكنَ الأكفانَ نشوانُ

طابَ الثرى مِن طيبِ مَوطِئِها
فقَبّلَ النعلينِ طوعاً وهو جَزلانُ

ياحجرةَ الأنوارِ قدْ حانَ موعدنا
كيفَ الوقوفُ وقد هزّتني أشجانُ

كيفَ الكلامُ وقدْ غُضّتْ حناجِرنا
 والغَضُّ عندَ رسولِ اللهِ إيمانُ

كيفَ السلامُ وقد فاضتْ مدامعنا
عند مَن صلى وسلّمَ الرحمانُ

ريحُ الجنانِ وطيبُ المصطفى
في روضةٍ قد أعطاها منّانُ

محرابٌ ومنبرٌ وأرضٌ معفّرةٌ
مِن خيرِ دمعِ السابقينَ جنانُ

لهَفي على أُحدٍ وفيهِ حمزةُ
والسابقون َ ليومِ البذلِ فُرسَانُ

قباءٌ وذو القبلتَينِ وفيهما
عَزمُ الإحبةِ عند الفصلِ فرقانُ


ياكعبة البيتِ الحرامِ تحيةٌ
مِن ضامرٍ قادمٍ والقلبُ هيمانُ

يلفّها النورُ مِن حولها سُحُبٌ
يُرى رأي عينٍ والنورُ إيقانُ

طوفٌ وسعيٌ وحمدٌ نُسَبّحُهُ
تُرَددُ الحمدَ في الأجواءِ أركانُ

وزمزمُ الفياضِ والماءُ منسكباً
على الأكفِّ وفي الأحشاءِ رَيّانُ

كأني بهاجرٍ تسعى مهرولةً
وابنُ الخليلِ على الرمضاءِ ظمآنُ

ملائكٌ تهفو وأفواهٌ ملبية
مَحارمُ طاعةٍ قد زانتها أبدانُ

عرفاتُ تزهو بالحجيجِ ملبياً
كأنهُ الحَشْرُ والمرفوعُ ميزانُ

هذي الجموعُ تلبي أمرَ خالِقها
كأنهُ السيلُ قد أجراهُ طُوفانُ

فاضتْ لمُزدَلِفٍ في حُمرةِ الغَسَقِ
حيثُ هزيعُ الليلِ ذكرٌ وعرفانُ

تُحصي الحصيّاتِ ليومِ الرجمِ تلبيةً
لأمرِ بارئها في يومٍ له شانُ

طافتْ جموعٌ تبكي مودعةً
للكعبةِ الغرّاءِ فضلٌ وإحسانُ

رباهُ فاقبلْ دعاء أنت فاطرهُ
واكتب لنا عمرةً فأنتَ منّانُ

--------

No comments:

Post a Comment