قصيدة
تاريخها في 27/11/2003 ، نظمتها في لحظة شوق الى أرض الآباء والأجداد . أستعيد
فيها ذكريات الشباب في تلك المدينة الجميلة .
ياموصـــل الحب
كأني أشُـمُّ معَ الأريجِ عبيـــــــَرها
في شــطِ دجلةَ حينَ تغفو عيناهــا
عروسٌ وقدْ أمْسَتْ تَنَاغَمَ سِحرُها
تَبيتُ عيونُ الليلِ والليلُ أسجاها
كفاكهَةٍ قد أينَعَت في أكمامهـــــــا
فأضحى نسيمُ الفجرِ يرنو لأنداها
للهِ درُّ جَديدِهــا وعَتِيقِهـــــــــــــا
هي الصَبيّةُ وإنْ قدْ شَاخَ فَودَاهــا
ياموصلُ الوصْلِ مِنْ أحبابٍ عَرَفْتهمو
هامـوا بليلى وكلٌ هُمْ أخِلاّهــــــــــــا
غُرٌّ صِغَارٌ يعلو اللهو هَاماتُنـــــــــــا
وتَرقُصُ الأرضُ زهـــــواً بأصداهـا
نُلاحِقُ الظِلَّ في غَيداءَ نحسَبُهــــــا
وتلكَ مِنْ حَمْقِنا يَحمَرُّ خَدّاهــــــــــا
مَرابِعُ اللهوِ عندَ العينِ* تَجْمَعُنــــا
ودجلةَ الخيرِ جذلاً حينَ يلقاهـــــــا
فكَمْ حَمَلنا على الأمواجِ أنفُسَــــــــنا
وكمْ عَرَجنا على الأطلالِ** نرقاهـا
وكم دَخلنا بباحَــــــاتٍ وأروقَـــــــــةٍ
صَمَتَ الزمانُ فلا ذِكْرٌ لأنبـــــــــاها
أزقّةٌ أغفَلَ التــــاريخُ قِصّتِهـــــــــــا
فإغْلَقَتْ دُونَهُ من الأخبـــــار أجلاها
مَشَينا على الجِسرِ العتيقِ *** تلهياً
وهو الشَــــهيدُ على الأمواجِ مجراها
إن لاحنا الجوعُ ففي السراي**** بُغيتنا
وإنْ ظمأٌ فعندَ جهادٍ***** أحلاهَـــــــا
أسموهُ باب والطوب****** كُنْيَتُـــهُ
معايشُ الناسِ فيهِ فالكلُّ يرعَـــــاها
وإن أحببتَ من الشـــبابِ شَــــــــقوتهُ
عليكَ بالسرجِ ما خانَ******* رُكْبَــــاها
حدائقٌ غُنٌ طافَ الربيـــعُ بها
أم الربيعينِ جلَّ الباري أحياها
تركنا وراءنا زهوَ الشبابِ وقد
أدارت لنا الدنيا ظَهرَ هُجراها
أربعونَ مَضَتْ مُذْ تَرَكنا مرابِعَنا
ماعادَ مِنْ شيئ لنا غيرُ ذكراهــا
أربعونَ مَضَتْ فيا أسفاً لعُمْـــــرٍ
قد ضاعَ في غُربَةٍ لم تُبقِ إلاّهـا
ياموصلُ الحبِّ لازلتُ في البعدِ أذكرها
أعاتِبُ الدهرَ فيها عَلّيْ ألقاهـــــــا
ياموصلُ الحبِّ هلْ نَسِــــيتِ لنا
عَهداً قطعناهُ أنْ لا ننسـى لُقْيـاها
أما مِنْ شِيَمِ الأحرارِ إنْ قَطَعَتْ
عهداً تَرُدُّ الى الأحرارِ أوفاهَـــا
ياموصلُ القلبِ أنْ لازلتُ مُنتَظِراً
أُعللُ النفسَ أو بالصبرِ أرعَــــاها
أحبةٌ وديارٌ ورسومٌ حفظنـــــاها
فالعمرُ لاينقضي إلا برؤيـــــاها
-------
* العين
: هي عين كبريت على ضفة دجلة يجتمع عندها الكبار والصغار للإستحمام والإستشفاء
واللهو .
**
الأطلال : بقايا قلعتي قره سراي وباش طابيا الأثريتين على ضفة النهر .
***
الجسر العتيق : هكذا كان يسمى ، وكان الجسر الوحيد قبل بناء الجسر الثاني ،
يقطعه الناس عصرا جيئةً وذهابا للتسلية او للذهاب الى الحدائق في الجانب الأيسر
**** السراي : السوق المشهور بمحلاته التجارية
وحرفييه ومطاعمه
***** جهاد : كان إسم بائع شربت الزبيب الذي
تشتهر به الموصل ومحله كان يقع في السراي عند مدخل جامع العبدالية .
****** باب الطوب : من أكبر الأسواق الشعبية
والتجارية في قلب مدينة الموصل .
*******
السرجخانة : من أسواق الموصل المعروفة ببيع الأقمشة النسائية والكماليات ،
وقد كان طبعاً قبلة للشباب !
No comments:
Post a Comment